للحب عيد أذن.. يحتفل به المحبون و العشاق، ويتبادلون فيه البطاقات و الأشواق، فأين عيد النسيان سيدتي؟
هم الذين أعدو لنا مسبقاً تقويماً بأعياد السنة، في بلد يحتفل كل يوم بقديس جديد على مدار السنة... أليس بين قديسيهم الثلاثمائة و الخمسة و الستين.... قديس واحد يصلح للنسيان؟
مادام الفراق هو الوجه الآخر للحب، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان يضرب فيه سُعاة البريد عن العمل، وتتوقف فيه الخطوط الهاتفية، وتُمنع فيه الأذاعات من بث الأغاني العاطفية... ونكف فيه عن كتابة شعر الحب...
ذاكرة الجسد 1993
صدقتي يا آحلام ... لما ليس هناك عيد للنسيان
للحياة وجهان .. إما ان ترااقب أفول الشمس على ظهر الحب، أم تعيش الوحدة بين ذراعي النسيان من غير الذل و الهوان
تنهدت قليلا .. وسألت القلب:" ايامي صعبة، فما هو القدر؟ وماذا اهداني القدر؟"
فأجابني القلب: " سقط المارد من قمم العجيب، وتوج النسيان قدرك بيوم ستتلاشى فيه الذكريات و غُربة الايام"
فطرقت السماء باب روحي، وجاء الحمام فوقي تحلق، وفراشة تقف على حافة مقعدي تبشرني بالأيام القادمة، هي أيام النسيان !
"نسيان يا نسيان ... اين كلماتك منذ زمن ؟
وغُربة يا غُربة ما بعد غُربة .... سكنتي ايامي المكتوبة، وسكنتي قبر الممات في حفرة قدري، انفصل القدر عن سعيد دنياي، ولم تعد للذكريات مكان، مللت من خدش ذكريات الماضي والتحلي بمر الفراق، لم تعد الطرق تحملنا و ترشدنا لطريقنا نحن، ولم تعد للساعة من يحصي ثوانيه، ومن يهتم لآمر الحب و شحوب حزن الايام القادمة، انا فتاة من فصل الربيع ومن الرُبع الخالي، جئت من صحراء البداوة، جئت بكحلي المنزلق من العين للخد، جئت بعيناي الممزوجة بالعسلي الزيتوني، جئت من عبق زعتر الصحراء و طعم سنيني، جئت بقوتي، جئت بسيفي منتصرة من الحب المُخادع، جئت على ظهر الفرس وعزيمته، كلها انا وانا من آتي بالكلمات، بعثرت اوراق الشتاء و الخريف وجئت مع الصيف، ففي الفصول تأتي أوان الأيام... وكحل العينان، ومُر النسيان.
ليومي ملاذ... اجهل اصله و فصله، انا يااولاد الجيل الجديد، بأسم الحنين المرتد من نرجسية الآحلام، أطلق صرخة النسيان من حنجرتي تنطلق من غير معاذ، اصبح حفيف ورق الشعر صهيل وتغير مجرى الحياة، وذات الآناي .... جررت طرف ردائي، وقطعت خيوط الذكريات، وقعت سبابتي ورقة طلاق من الغُربة، وشببت بالحب وهاجرت ضجيج مدينتي، نطرت قطار النسيان ايام و ايام، انتظر ضميري المحترق سنين ... انتظرت الكثير مع آمـل منقطع... وروحٌ متمردة، كنت كل مرة استسلم للاوراق ويستلبسني البوح، ولجئت لنبض الاحساس هنا في ركن القلب، كان سبب اللآمي هي دنياي، ففي كل دمعة اسبلتها العين على قهر وشرود، مازلت انتظر قطار النسيان على حافة الطريق، لم يرد ضميري العودة لبئرٍ جآف، تسرمت ونهضت من مقلتي الحزن، وما إلا الريح هب في لحظة غفو، بدءت الاحلام بان تطفو على سطح الماء، كلها آهاات و مفردات ومرادفات.".
هذا قلمي و هذا قلبي، هذا احساسي و شعوري، هذا هو الآدب وعمق نبض الاحساس، هذه هي اصل الكلمات و حركاته، وقواعده ونصوصه، هذه قصة انثى من اهل فلسطين، جائت بشمعه من لهب النار، جاءت مع لون الزيتون، ورماد التراب، فترى اصل اهل البداوة الفلسطينية من بين عيناها، شببت بالجيل الجديد، وجاءت تبحر في بحر النسيان والامومة، انتمت لبلدٍ جديد... كتبت على سطوره اهازيج، قامت الشعوب تتجادل عليها.
"زوابع تنخر في معصمي واستسلمت انا عند الحزن، فانظر ياقلب كم ورقة بعثرت لون حبري فيه، وكم ورقة بعثرت الكلام على سطوره، والهبت شمعه من نار طرفها، فأجد سواد الكحل حل اطراف الورق ، تزينت احاسيسي بكحل اصلي وفصلي الفلسطيني، اعشق ترابه وخبزه وزعتره وزيتونه، وروح بداوة لكنتي وسرعة احرفي و هرولت دقات قلبي، فارقبي يانفس الى روح قلمي، وقعت سبابتي ورقه طلاق الحروف ومر النسيان، طلاق هجرتي و بُعدي عن ارضي وعن هواء اصل اهلي، انتي يافلسطين اركع لك ...بخصلات شعري ... بياض وجهي ... كحل عيناي .. سراب الحمره من شفتاي ... رموشي الكثيفه التي زينت عيناي و سر ابتسامتي العمياء ودفتر الشعر الذي كتبت بداخله كل اسرار انثى فلسطينية بعمر الزهور، رسمت لفلسطين عيون بنيه وعسليه وزينت اهلها بالزهور، اتطلعت على جبالها من بعيد، قبلت اسمها على لوحه القدر، رغم النار التي شعلت اشجارها، وقنابل وقصفات الطائرات على حجار بيوتنا، رغم قسوة اليهود على قلبنا، وسفك الاحلام من بالنا، ومسيحة ديانتهم ووحل لسانهم، يبقى هناك وميض يبرق ازيز بؤبؤ العين، فتطلع الشمس فالصباح على يوم اخر، نجد بنورها حبٌ اكثر لفلسطين، رغم العذاب الذي حل بأهلنا... نظل اقوياء ندافع عن عرضنا وارضنا، لن نخرج وايدينا فوق رؤوسنا لنسمح لليهود باحتلال بيوتنا، نرضى بالذل و النوم على الحجور ، ونرضى بأكل العشب و التزين بالتراب، نرضى بالموت في مكان نشأتنا لنبقى شهداء، كل يوم اسمع بأنين اهلي من بعيد، كل يوم اسمع نحاب اجدادي في قبورهم، كل يوم ارى دموع اطفال احشاء قلوبنا. ونحن المتغربون تحترق قلوبنا حتى إن كان الهنى يشبع فجعنا و عطشنا، لكن ديق النفس تقتل، والدماء تجف بداخلنا ويموت القلب، اشتعلت نصف فلسطين، ولكن ياويلهم من نار جهنم، انا بوجعي وظروفي تحملت ضحكة القدر في وجهي، قال تريدين فلسطين مئواكي ولكنني أريد وحل الغربة يصبغ برماد التراب وجهك، ولكن
لن ينتسب قلبي للمجهول ... ولن تفترق دموعي عند الوجع فأهل فلسطين اهلي وطولة عمرهم وقوة أيمانهم هي سر الشجاعة و الرجولة، لن تمحى فلسطين من وجداننا ،اعشقك يافلسطين ،اعشقك.
لـ حنيـن أبـوديب
هم الذين أعدو لنا مسبقاً تقويماً بأعياد السنة، في بلد يحتفل كل يوم بقديس جديد على مدار السنة... أليس بين قديسيهم الثلاثمائة و الخمسة و الستين.... قديس واحد يصلح للنسيان؟
مادام الفراق هو الوجه الآخر للحب، والخيبة هي الوجه الآخر للعشق، لماذا لا يكون هناك عيد للنسيان يضرب فيه سُعاة البريد عن العمل، وتتوقف فيه الخطوط الهاتفية، وتُمنع فيه الأذاعات من بث الأغاني العاطفية... ونكف فيه عن كتابة شعر الحب...
ذاكرة الجسد 1993
صدقتي يا آحلام ... لما ليس هناك عيد للنسيان
للحياة وجهان .. إما ان ترااقب أفول الشمس على ظهر الحب، أم تعيش الوحدة بين ذراعي النسيان من غير الذل و الهوان
تنهدت قليلا .. وسألت القلب:" ايامي صعبة، فما هو القدر؟ وماذا اهداني القدر؟"
فأجابني القلب: " سقط المارد من قمم العجيب، وتوج النسيان قدرك بيوم ستتلاشى فيه الذكريات و غُربة الايام"
فطرقت السماء باب روحي، وجاء الحمام فوقي تحلق، وفراشة تقف على حافة مقعدي تبشرني بالأيام القادمة، هي أيام النسيان !
"نسيان يا نسيان ... اين كلماتك منذ زمن ؟
وغُربة يا غُربة ما بعد غُربة .... سكنتي ايامي المكتوبة، وسكنتي قبر الممات في حفرة قدري، انفصل القدر عن سعيد دنياي، ولم تعد للذكريات مكان، مللت من خدش ذكريات الماضي والتحلي بمر الفراق، لم تعد الطرق تحملنا و ترشدنا لطريقنا نحن، ولم تعد للساعة من يحصي ثوانيه، ومن يهتم لآمر الحب و شحوب حزن الايام القادمة، انا فتاة من فصل الربيع ومن الرُبع الخالي، جئت من صحراء البداوة، جئت بكحلي المنزلق من العين للخد، جئت بعيناي الممزوجة بالعسلي الزيتوني، جئت من عبق زعتر الصحراء و طعم سنيني، جئت بقوتي، جئت بسيفي منتصرة من الحب المُخادع، جئت على ظهر الفرس وعزيمته، كلها انا وانا من آتي بالكلمات، بعثرت اوراق الشتاء و الخريف وجئت مع الصيف، ففي الفصول تأتي أوان الأيام... وكحل العينان، ومُر النسيان.
ليومي ملاذ... اجهل اصله و فصله، انا يااولاد الجيل الجديد، بأسم الحنين المرتد من نرجسية الآحلام، أطلق صرخة النسيان من حنجرتي تنطلق من غير معاذ، اصبح حفيف ورق الشعر صهيل وتغير مجرى الحياة، وذات الآناي .... جررت طرف ردائي، وقطعت خيوط الذكريات، وقعت سبابتي ورقة طلاق من الغُربة، وشببت بالحب وهاجرت ضجيج مدينتي، نطرت قطار النسيان ايام و ايام، انتظر ضميري المحترق سنين ... انتظرت الكثير مع آمـل منقطع... وروحٌ متمردة، كنت كل مرة استسلم للاوراق ويستلبسني البوح، ولجئت لنبض الاحساس هنا في ركن القلب، كان سبب اللآمي هي دنياي، ففي كل دمعة اسبلتها العين على قهر وشرود، مازلت انتظر قطار النسيان على حافة الطريق، لم يرد ضميري العودة لبئرٍ جآف، تسرمت ونهضت من مقلتي الحزن، وما إلا الريح هب في لحظة غفو، بدءت الاحلام بان تطفو على سطح الماء، كلها آهاات و مفردات ومرادفات.".
هذا قلمي و هذا قلبي، هذا احساسي و شعوري، هذا هو الآدب وعمق نبض الاحساس، هذه هي اصل الكلمات و حركاته، وقواعده ونصوصه، هذه قصة انثى من اهل فلسطين، جائت بشمعه من لهب النار، جاءت مع لون الزيتون، ورماد التراب، فترى اصل اهل البداوة الفلسطينية من بين عيناها، شببت بالجيل الجديد، وجاءت تبحر في بحر النسيان والامومة، انتمت لبلدٍ جديد... كتبت على سطوره اهازيج، قامت الشعوب تتجادل عليها.
"زوابع تنخر في معصمي واستسلمت انا عند الحزن، فانظر ياقلب كم ورقة بعثرت لون حبري فيه، وكم ورقة بعثرت الكلام على سطوره، والهبت شمعه من نار طرفها، فأجد سواد الكحل حل اطراف الورق ، تزينت احاسيسي بكحل اصلي وفصلي الفلسطيني، اعشق ترابه وخبزه وزعتره وزيتونه، وروح بداوة لكنتي وسرعة احرفي و هرولت دقات قلبي، فارقبي يانفس الى روح قلمي، وقعت سبابتي ورقه طلاق الحروف ومر النسيان، طلاق هجرتي و بُعدي عن ارضي وعن هواء اصل اهلي، انتي يافلسطين اركع لك ...بخصلات شعري ... بياض وجهي ... كحل عيناي .. سراب الحمره من شفتاي ... رموشي الكثيفه التي زينت عيناي و سر ابتسامتي العمياء ودفتر الشعر الذي كتبت بداخله كل اسرار انثى فلسطينية بعمر الزهور، رسمت لفلسطين عيون بنيه وعسليه وزينت اهلها بالزهور، اتطلعت على جبالها من بعيد، قبلت اسمها على لوحه القدر، رغم النار التي شعلت اشجارها، وقنابل وقصفات الطائرات على حجار بيوتنا، رغم قسوة اليهود على قلبنا، وسفك الاحلام من بالنا، ومسيحة ديانتهم ووحل لسانهم، يبقى هناك وميض يبرق ازيز بؤبؤ العين، فتطلع الشمس فالصباح على يوم اخر، نجد بنورها حبٌ اكثر لفلسطين، رغم العذاب الذي حل بأهلنا... نظل اقوياء ندافع عن عرضنا وارضنا، لن نخرج وايدينا فوق رؤوسنا لنسمح لليهود باحتلال بيوتنا، نرضى بالذل و النوم على الحجور ، ونرضى بأكل العشب و التزين بالتراب، نرضى بالموت في مكان نشأتنا لنبقى شهداء، كل يوم اسمع بأنين اهلي من بعيد، كل يوم اسمع نحاب اجدادي في قبورهم، كل يوم ارى دموع اطفال احشاء قلوبنا. ونحن المتغربون تحترق قلوبنا حتى إن كان الهنى يشبع فجعنا و عطشنا، لكن ديق النفس تقتل، والدماء تجف بداخلنا ويموت القلب، اشتعلت نصف فلسطين، ولكن ياويلهم من نار جهنم، انا بوجعي وظروفي تحملت ضحكة القدر في وجهي، قال تريدين فلسطين مئواكي ولكنني أريد وحل الغربة يصبغ برماد التراب وجهك، ولكن
لن ينتسب قلبي للمجهول ... ولن تفترق دموعي عند الوجع فأهل فلسطين اهلي وطولة عمرهم وقوة أيمانهم هي سر الشجاعة و الرجولة، لن تمحى فلسطين من وجداننا ،اعشقك يافلسطين ،اعشقك.
لـ حنيـن أبـوديب
0 التعليقات:
إرسال تعليق