http://www.vetogate.com/899176
الأحد 09/مارس/2014 - 01:47 م
هبه سامي
رانيا فهمي
يرى
البعض أن "الفراغ العاطفي"، ينحصر فقط في افتقاد الشخص لإنسان يشاركه
حياته، وتمني تلك اللحظات الرومانسية التي تجمع بين المتحابين، إلا أن
الحقيقة تؤكد أن الفراغ العاطفي نتاج لتراكم افتقاد الحب بجميع أنواعه.
تقول
هبة سامي، محاضر علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، دائمًا نستمع أن هناك
شخصا يحتاج للحب يدخل حياته، فيبحث عنه مع أي شخص، أو يشعر بأنه غير محبوب،
أو يحتاج أن يمارس فعل الحب، لنصفه بأنه يعاني من فراغ عاطفي.
وإذا
تحدثنا عن المفهوم الأدق والأشمل "للفراغ العاطفي"، فهو أن يشعر به شخص
غير قادر على العطاء، أو الذي يملأ حياته بالسطحيات تاركًا عُمق الأشياء
وعُمق احتياجاته، واحتياج الآخر، لا يعاني من الاحتياج لشخص بعينه، بل
يعاني من فراغ بالروح يحدث فراغا بكل شىء في رؤيته في روحه في يومه مهما
انشغل، عليه أن يتوازن وأن يجد نفسه ويتفرغ لمواجهتها.
وعلى
الرغم من أنها سمات للشخص المفتقد للحب، إلا أنها أيضا تزيد الشعور العظيم
بالفراغ العاطفي، وعدم تقدير الذات، فتكون أهم سماته الشعور بالملل
واللامبالاة وعدم الاستمتاع بأى شىء، والاغتراب وميول للاكتئاب بشكل دائم،
عدم معرفة الذات، وعدم معرفة احتياجاتها، ضيق النظرة، وتركيز السعادة على
شىء واحد محدد وليكن الحاجة لشخص، عدم محاولة بذل عطاء في إسعاد الآخر، أو
الإفراط في إسعاد الآخر.
ارتداء
عدة أقنعة سواء البحث عن الاستحسان بمعنى طلب المدح دون أن يكون هناك رغبة
حقيقة وراء فعل الشىء، الإنقاذ أن تفعل أي شىء غير مطلوب منك لسد فراغ
داخلي وخواء تاركًا سد هذا الفراغ، الانشغال المستمر وملء الحياة بأى شىء
وأهداف كثيرة غير واقعية وغير ملائمة لسد هذا الفراغ، دون معرفة السبب أو
الاحتياج أو لِم أنت تفعل كل هذا؟.
وتنصحك
"هبة" إذا كنت تعاني من الفراغ العاطفي بأن تتفهم ذاتك وتملأ فراغك
العاطفي، وتستمتع بصحبة ذاتك، قبل أن تطلب من آخرين مصاحبتها والشعور بها،
استمتع معها وكن على وعي تام لماذا تعيش؟ وماذا تحتاج؟ ما القيم التي لها
أولوية؟ ما الأشياء التي تسعدك حقيقة؟ هل تستطيع أن تجد وقتا وتستمتع
بالاستماع إلى أفكارك؟.
امتنع
عن فعل شىء إلا إذا كنت تمتلك نية صادقة له، وحدد أهدافا محددة، كن صاحب
يد بيضاء تعطي وتذكر قوله تعالى: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، قم
بإدارة وقتك وتعلم قول لا وضع حدودا دائمًا تفصلك عن العالم، خصص وقتا
تنعزل فيه عن كل شىء وتستمتع بصحبة نفسك، تستمع لأفكارها وتصل لكل ما تهرب
منه داخلك وتواجهه ستجد ما يحتاج جهدا للتغيير وستجد ما يُلهمك ليجعلك أكثر
إنتاجًا وسعادة
وأضافت
محاضر علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، سد الفراغ الداخلي لن يكون
بالهروب منه أو بالانشغال الدائم سواء بأهداف حقيقية، أو وهم نعيشه لنهرب
من شىء ما. ملء النفس يكون بمعرفتها معرفة سبب خلقها، والانشغال بقيم
وأهداف حقيقية تجعلك تحقق ذاتك وتشعر بالتقدير بالعطاء ولذته.
كما
أن الانشغال وتنمية الجانب الإنساني بتنمية إنسان آخر ودعمه والإحساس به
الاهتمام بالرحمة والعناية بالحيوانات المدللة الأليفة الاهتمام بهوايات
تفرغ عن النفس وترقي الروح، وأن يفعل لها كل ما تُنمي الجانب الإنساني
"الفكري العقلي والعلمي والعملي والترفيهي"، ويضع حدودا لكل شىء، يستمتع
بكل شىء يفعله يستمتع بصحبة ذاته، يستمتع بالحياة، ولكن الخطوة الأولى
مواجهة الذات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق