الأربعاء, 30 أبريل 2014 18:13
|
كتبت يوستينا عطية
همش المجتمع المصري المرأة العاملة، فوقفت صامدة، إلى أن أثبتت تفوقها في جميع المجالات، وأعلنت للجميع أنها قادرة على تخطى الأزمات والصعوبات، ووجدت حل لنفسها لمعاناة البطالة، فابتكرت الأعمال اليدوية والأكلات المصرية،
وعند انتظارها أن تكرم، همشها المجتمع وأخفى جهودها في تسمية عيد العمال دون تطرق للعاملات".
"العاملة فى المصنع " تجاهلت كبر سنها، وتخطت عقوبات زمانها، وخرجت لتعمل ، لمساندة زوجها، الذى كان يعمل فى مصنع للطوب الأحمر، ولكن أغلق المصنع، عقب ثورة يناير، فكان أمام الزوجة خيار واحد، هو أن تعمل فى مصنع ملابس فى منطقة حلوان، حتى تخفف الحمل عن اعناق زوجها.
تقول سناء ربيع أحمد: " عندي أربعة أطفال، الأكبر في المرحلة الثانوية، لم أعمل من قبل، لكن قررت العمل بعد جلوس زوجي فى البيت، حتى يعيش أطفالي على ما كانوا عليه، فى البداية رفض زوجى، وكان سبب رفضه، أن لا يوجد أحد غيري يهتم بالأطفال، لكن بعد كثير من الاقناع، وافق، وبدأت ابحث عن عمل إلى إن وجدت، وعوضت أطفالي عن الأوقات الصعبة التي مرت بنا، وعند بداية عملي، وجدت وظيفة لزوجي فى المصنع، فرحت كثيرا، ولكن قررت أن أستمر فى العمل أيضا، لتحسين معيشتنا".
اختلف الأمر كثيرا مع " نوال عبدالله رجب" فتقول " زوجى توفى منذ 3 أعوام، لم يكن هناك معاش حتى اعتمد علية، فقررت أن أعمل، ولكن واجهتني مشكلة أطفالي، فاقترح عليا بعض الأصدقاء، أن أجهز وجبات منزلية وأبيعها، وبالفعل بدأت أصنع وجبات سريعة، إلى أن أكرمنى الله ، وبدأت فى تجهيز عزومات كبيرة لرجال أعمال وأجانب ولم تفرق معى نظرة المجتمع، لأن حالي لم يفرق معهم، ولا أحد قدم لي أي مساعدة .
فشنت عزة كامل مدير مركز "أكت" للمرأة، هجوما عنيفا على الحكومة مؤكدة أنها تتحمل المسئولية الكاملة لتهميش المرأة في عيد العمال، وأن هذا التهميش يتجسد في تسميتها للعيد بأنه عيد للعمال دون أدني تطرق للعاملات .
وعن مجالات عمل المرأة الأكثر انتشارا، قالت دكتور منال زكريا حسين مدرس علم النفس والاجتماع بكلية آداب جامعة القاهرة، إن عمل المرأة ازداد فى الفترة الأخيرة بسبب صعوبة المعيشة، لذلك لجأت المرأة الى ابتكار أفكار جديدة كالعمل فى المنزل من خلال صنع أعمال يدوية أو أكلات منزلية حتى تستطيع أن تفتح لبيتها مصدر رزق وتقف بجانب زوجها، خاصة أن هناك الكثير من السيدات المعيلات اللاتي يبحثن عن مصدر دخل لهن .
وطلبت "زكريا" من الحكومة تشريع قوانين تضمن حماية المرأة من أن تستغل من صاحب العمل وتقديم دعم من الحكومة للمشروعات الصغير التى تديرها النساء فى مختلف محافظات الجمهورية، المساعدة فى رفع مستوى معيشة أسرهن .
وعن وصول المرأة إلى أماكن صنع القرار تقول إيزيس حافظ مدير إدارة شئون اللجان بالمجلس، طلبت من المرأة العاملة أن تكون أكثر إدراكا لدورها الأساسي فى اقتصاد البلد، وأن تعمل دائما على تنمية قدراتها الشخصية بشكل أكبر، لتتمكن أن حتى تصل إلى أماكن صنع القرار.
وطالبت "حافظ" الدولة بتوفير مناخا جيدا للمرأة العاملة، بحيث تتمكن من التوفيق بين حياتها الشخصية وحياتها العمالية، لأن هذا التزام دستوري.
وعن نظرة المجتع تجاه المرأة العاملة تقول هبة سامى محاضر علوم التغيير والعلاقات خبير تطوير نفسي واجتماعي، إن نظرة المجتمع تغيرت بشكل كبير ليس فقط لأنها أثبتت وجودها وإبداعها، ولكن للظروف الاقتصادية أصبحت المرأة تشارك زوجها أحياناً ليعيشوا حياة كريمة وأحياناً ليستطيعوا أن يعيشوا فى ظل غلاء الأسعار .
ورفضت سامى كلمة أن المرأة للرجل " ند " هي بالمجتمع عون ونصف مجتمع ومربية نصفه الآخر، لهذا ليس دورها بقليل بل دور مميز إن لم تكن على إيمان وعلم وقيم فكرية وأخلاقية ستُضيع شىء فى سبيل شىء.
وقدمت هبة سامى رسالة لكل الفتيات والسيدات قائلة " إبداعي وتطوري وتميزي ولكن لا تنسى أبداً إنكِ أنثى وأم وأخت وصديقة وزوجة، خططي وكوني رسالة تجاه كل دور وأديه، خلقكِ الله تستطيعي .! فلا تُهملي ذاتك أبداً أو تركزي على شىء واحد فيضيع منكِ الاستمتاع بالحياة، وأن تعيشيها كما تحبي أن تعيشي.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق