بينات من الآيات
[ 54] من أعظم ما يسعى اليه الانبياء إنقاذ المجتمعات من الإنحراف ،
(1) الأعراف / 138 .
و توجيهها نحو الخير ، ولا يثنيهم عن ذلك شيء مهما كان موقف المجتمع ، ذلك انهم يجدون أنفسهم مسؤولون عن تبليغ رسالتهم التي يتحملون من أجلها كل أذى ، و هكذاكان نبي الله لوط :
[ و لوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ]كيف تعملون المنكر و أنتم تعلمون قبحه ، و أنه ضلال و انحراف ؟!
[ 55] [ أئنكم ]
خلافا للسنة الطبيعية .
[ لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ]اذ تتركون علمكم النابع من العقل و الوجدان الى الجهل الذي هو كل سلوك لا يهتدي بنور العلم ، ولا يتوافق مع فطرة الانسان .
[ 56] و الذي يحمل رسالة التغيير يجب أن يتحمل من أجل تبليغها كل مكروه ، لا أن يكون مستعدا لتحملها مادامت لا تسبب له أذى ، فإذا أوذي في الله نكص على عقبيه ، و نبي الله لوط كان يعرف مسبقا موقف قومه السلبي إلا أنه لم يتوان في تحمل مسؤوليته .
[ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم ]حينما يتبع الانسان الجهل ، و يعارض العلم ، فإنه يعارض العالم أيضا ، و الذي يعارض فكر انسان ما و علمه فإنه يعارضه شخصيا في غالب الاحيان ، و هكذا نجد الصراع بين لوط و قومه يتحول من اختلاف حول موضوع معين - هواللواط - الى صراع عنيف يسعى فيه المجتمع الى طرد نبي الله ، و كثيرا ما يلجأ الانسان الى منطق القوة مع الأطراف المخالفة له حينما يفشل في معركة المنطق ، فعندما أراد مجتمع لوط طرد المؤمنين قالوا :
[ إنهم أناس يتطهرون ]
إن آل لوط يريدون حياة طاهرة ، لذلك يجب إخراجهم و طردهم . أوليست الطهارة تقف مع عقل الانسان و فطرته ؟! بلى . ولكن أصحاب منطق القوة لا يهمهم مع من يكون الحق ، لأنهم لا يريدون الحق ، بل يريدون ما يتفق مع شهواتهم ولو كان الباطل بعينه .
و هذا هو منطق الطواغيت حين يخرجون المؤمنين ، و يعذبونهم ، ويقتلونهم بحجة انهم يسعون لإقامة حكم الله ، و كأن ذلك جريمة ، إنهم يريدون منا أن تنحصر صلاتنا بين جدران المساجد ، أما أن تنعكس على واقعنا السياسي و الإجتماعي فلا .
[ 57] و عندما أجمع القوم على إخراج لوط ومن معه أنجاهم الله ، و بقيت زوجته معهم لأنها منحرفة ، فنزل عليهم العذاب الذي شملها أيضا .
[ فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين ][ 58] [ و أمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ]
تستخدم كلمة المطر في القرآن للسوء فقط ، أما الغيث الذي يأتي من السماء فاسماؤه مختلفة ، و ما أنزل الله مطر السوء عليهم دون سابق إنذار ، بل أنذرهم فكذبوا بالنذر ، ولم ينتفعوا بها .
[ 59] [ قل الحمد لله ]
لقد انتهى أولئك فأحمد الله أنك هديت للإسلام . والذي يحمد الله على الهداية وكونه مع المؤمنين لابدان يتصل بعباده الذين اختارهم .
[ و سلام على عباده الذين اصطفى ]
وهؤلاء الذين اختارهم الله من عباده علينا المسارعة للإنتماء إليهم اذا كنا نعبد الله حقا ، فالخاضع لله هو الذي يسلم لأوليائه الذين اصطفاهم على خلقه ، و التسليم الحقيقي هو الخضوع لهم في القول و العمل من جهة ، و التبري من أعدائهم في كل شيء من جهة ثانية، ولهذا جاء في زيارة الأئمة عليهم السلام :
" أشهد الله و أشهد أني .. موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم و معاد لهم ، سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم " ( 1)[ ءالله خير أما يشركون ]
وهنا تبدأ سلسلة من الأسئلة التوجيهية : أيهما أفضل ألله أما يشركون ؟ وهدف هذه الأسئلة أن يحرك الإنسان عقله متفكرا ، ليبتعد عن الشرك عن وعي و قناعة نابعة من عقله لو أجاب على هذه التساؤلات إجابة سليمة .
[60] في إطار بيان القرآن لعبر الأمم السابقة ، يوقفنا السياق لحظات ليذكرنا بربنا العزيز عبر آياته في الحياة :
اولا : لان معرفة الله تساهم في معرفة الحقائق الأخرى ، و بالذات في حقل الرسالة .
(1) مفاتيح الجنان / الزيارة الجامعة .
ثانيا : لأن كتاب الخليقة نسخة صامتة لكتاب الله الناطق المنزل على الرسل .
و لعل القرآن يشير في كل سياق إلى الآية الطبيعية التي توحي بنفس الاسماء التي تبينها آيات الله .
[ أمن خلق السموات و الأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون ]إن الاجابة على هذه التساؤلات كلها تهدينا الى الله ، إلا أن البشر كثيرا ما يميلون عن الحق لانه يخالف اهواءهم .
[ 61] [ أمن جعل الأرض قرارا ]
بسبب الجاذبية التي لولاها لكنا نسبح في هذا الفضاء الرحب .
[ و جعل خلالها انهارا ]
يستفيد منها الإنسان ، و يقوم بها حضارته .
[ وجعل لها رواسي ]
من شأنها حفظ توازن الارض .
[ وجعل بين البحرين حاجزا ]
حيث تنحدر المياه من الجبال و هي عذب فرات ، و على مقربة منها البحر وهو ملح أجاج ، و التراب لا يحجز الماء عن التسرب ، ولكن وصول الماء إلى الترابيتحول الى طين يتحصن أما الماء فيمنعه من التسرب .
[أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ]
بعــد أن يتعرض القرآن إلى هذه الآيات ، و يعرضها على عقل الانسان ، يتساءل : هل يوجد مع الله إله آخر ؟! و الإجابة بالطبع : كلا .. فلو كان ثمة اله آخر لوجدنا أثره في هذه الحياة في الارض أو في السماء أو في البحار أو .. أو .. ، فإذا أشركنا دون دليل فنحنإذن جهلاء .
[ 62] ثم يطرح القرآن سؤالا آخر يخاطب به وجدان الانسان ، إذ يقول :
[ أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء ]
من هو الذي تلتجىء إليه فيدفع عنك الخطر حين يحيط بك أيها الإنسان ؟!
[ ويجعلكم خلفاء الأرض ]
أ - يجعلكم خلفاء الارض باعطائكم السلطة السياسية .
ب - يجعل بعضكم يخلف بعضا .
و سواء هذا أو ذاك ، فإن الذي يهلك ملوكا و يستخلف آخرين ، و يهلك قوما و يأتي بغيرهم ، هل يعقل أن يكون له شريك ؟! فلماذا لا تفكرون بعقولكم لتتوجهوا الى الله ؟
[ أءله مع الله قليلا ما تذكرون ]
في كثير من الأحيان يعتقد الإنسان أن السلطة السياسية بيد الناس فيعبدهم ،و لكنه لا يدري أنه لو شاء الله لتهاوى جميع الذين يجلسون على العرش ، و لتساقطوا كأوراق الخريف ، إن هذه الحقيقة قريبة من الإنسان ، ولو عاد إلى فطرته ، و فتش في داخله لوجدها ، و لكنه ينساها بسبب الشهوات ، و المشاكل ، و الضغوط .
و حين يوجهنا الله إلى الإيمان به ، فذلك لكي نستطيع السيطرة على أنفسنا ؟ و تسخير الطبيعة من حولنا ، وإلا سخرنا كل شيء ، و كما في الحديث القدسي :
" عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون و تقول للشيء كن فيكون "أما حين يخرج البشر من حصن الله ، و يبتعد عنه فإن كل ما في الطبيعة يستعبده و يسخره ، كالذي صار شهيدا للحمار فلم يصل عليه رسول الله مع سائر الشهداء .
[ 63] [ أمن يهديكم في ظلمات البر و البحر]
الهداية من عند الله ، فلو لم يلهمه صناعة البوصلة لضل طريقه ، و لو لم يرسل له الأنبياء لما عرف الحق و الباطل .
و قد يتصور الانسان أن البوصلة هي التي تهديه حينما يتيه في عرض البحر ، أو أن عقله هو الذي يهديه ، و لكن من الذي يلهمه معرفة الطريق حينما لا تنفعه البوصلة ولا يهديه العقل ؟! ثم إذا كانت الهداية عن طريق العقل فهو من عند الله تعالى .
و المخترعون الكبار يقولون : إن الإختراعات نوع من الإلهام ، حتى أن بعضهم يتوصل إلى الإكتشافات في حال النوم ، و كذلك يقول كبار الشعراء : إن الشعر شيء من الإلهام في غالب الاوقات .
[ ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ]
لقد جعل الله الأنبياء رعاة للأغنام إلا بعضهم ، و الحكمة في ذلك كما جاء في حديث لينتظروا الغيث ، و الانسان يعلم أن الذي يأتي بالسحاب عبر الرياح إنما هو الله إذا :
[ أءله مع الله تعالى الله عما يشركون ]
مع كل هذه الآيات الواضحة إلا أن بعضا من الناس يتصورون أن النفع و الضر يأتي به الحكام ، فيخضعون لهم ، ويشركونهم مع الله .
[ 64] [ أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ]
من الذي يأتي بالخلق من العدم ، ثم يعيده يوم البعث ؟!
[ ومن يرزقكم من السماء و الأرض ]
من أين نحصل على الرزق ؟ هل من عند أنفسنا ؟! كلا .. إنه من عند الله ، الذي بيده أرزاق العباد ، و من الناس من ينظر إلى السبب المباشر للرزق ، ويغفل عن ملايين العوامل التي يدبرها الرب من وراء ذلك السبب المباشر .
[ أءله مع الله ]
البعض يدعون أن لله شركاء كالطواغيت
[ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]
أحد الحكام يشتري طائرة خاصة فيها مستشفى للقلب ، و طاقم خاص من الاطباء خوفا من أن يموت ، فهل هذا إله حتى نشتري مرضاته بمعصية الله ؟!
لقراءة الباقى اتبع الرابط
http://www.almodarresi.com/hedayat/10/a20iwkg8.htm
وياريت تسمعوا بهذا الصوت الجميل سوف تشعر بان قلبك يكاد ينطق
http://www.youtube.com/watch?v=TM7RsZGD1nM&feature=player_embedded#
[ 54] من أعظم ما يسعى اليه الانبياء إنقاذ المجتمعات من الإنحراف ،
(1) الأعراف / 138 .
و توجيهها نحو الخير ، ولا يثنيهم عن ذلك شيء مهما كان موقف المجتمع ، ذلك انهم يجدون أنفسهم مسؤولون عن تبليغ رسالتهم التي يتحملون من أجلها كل أذى ، و هكذاكان نبي الله لوط :
[ و لوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ]كيف تعملون المنكر و أنتم تعلمون قبحه ، و أنه ضلال و انحراف ؟!
[ 55] [ أئنكم ]
خلافا للسنة الطبيعية .
[ لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ]اذ تتركون علمكم النابع من العقل و الوجدان الى الجهل الذي هو كل سلوك لا يهتدي بنور العلم ، ولا يتوافق مع فطرة الانسان .
[ 56] و الذي يحمل رسالة التغيير يجب أن يتحمل من أجل تبليغها كل مكروه ، لا أن يكون مستعدا لتحملها مادامت لا تسبب له أذى ، فإذا أوذي في الله نكص على عقبيه ، و نبي الله لوط كان يعرف مسبقا موقف قومه السلبي إلا أنه لم يتوان في تحمل مسؤوليته .
[ فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا ءال لوط من قريتكم ]حينما يتبع الانسان الجهل ، و يعارض العلم ، فإنه يعارض العالم أيضا ، و الذي يعارض فكر انسان ما و علمه فإنه يعارضه شخصيا في غالب الاحيان ، و هكذا نجد الصراع بين لوط و قومه يتحول من اختلاف حول موضوع معين - هواللواط - الى صراع عنيف يسعى فيه المجتمع الى طرد نبي الله ، و كثيرا ما يلجأ الانسان الى منطق القوة مع الأطراف المخالفة له حينما يفشل في معركة المنطق ، فعندما أراد مجتمع لوط طرد المؤمنين قالوا :
[ إنهم أناس يتطهرون ]
إن آل لوط يريدون حياة طاهرة ، لذلك يجب إخراجهم و طردهم . أوليست الطهارة تقف مع عقل الانسان و فطرته ؟! بلى . ولكن أصحاب منطق القوة لا يهمهم مع من يكون الحق ، لأنهم لا يريدون الحق ، بل يريدون ما يتفق مع شهواتهم ولو كان الباطل بعينه .
و هذا هو منطق الطواغيت حين يخرجون المؤمنين ، و يعذبونهم ، ويقتلونهم بحجة انهم يسعون لإقامة حكم الله ، و كأن ذلك جريمة ، إنهم يريدون منا أن تنحصر صلاتنا بين جدران المساجد ، أما أن تنعكس على واقعنا السياسي و الإجتماعي فلا .
[ 57] و عندما أجمع القوم على إخراج لوط ومن معه أنجاهم الله ، و بقيت زوجته معهم لأنها منحرفة ، فنزل عليهم العذاب الذي شملها أيضا .
[ فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين ][ 58] [ و أمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ]
تستخدم كلمة المطر في القرآن للسوء فقط ، أما الغيث الذي يأتي من السماء فاسماؤه مختلفة ، و ما أنزل الله مطر السوء عليهم دون سابق إنذار ، بل أنذرهم فكذبوا بالنذر ، ولم ينتفعوا بها .
[ 59] [ قل الحمد لله ]
لقد انتهى أولئك فأحمد الله أنك هديت للإسلام . والذي يحمد الله على الهداية وكونه مع المؤمنين لابدان يتصل بعباده الذين اختارهم .
[ و سلام على عباده الذين اصطفى ]
وهؤلاء الذين اختارهم الله من عباده علينا المسارعة للإنتماء إليهم اذا كنا نعبد الله حقا ، فالخاضع لله هو الذي يسلم لأوليائه الذين اصطفاهم على خلقه ، و التسليم الحقيقي هو الخضوع لهم في القول و العمل من جهة ، و التبري من أعدائهم في كل شيء من جهة ثانية، ولهذا جاء في زيارة الأئمة عليهم السلام :
" أشهد الله و أشهد أني .. موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم و معاد لهم ، سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم " ( 1)[ ءالله خير أما يشركون ]
وهنا تبدأ سلسلة من الأسئلة التوجيهية : أيهما أفضل ألله أما يشركون ؟ وهدف هذه الأسئلة أن يحرك الإنسان عقله متفكرا ، ليبتعد عن الشرك عن وعي و قناعة نابعة من عقله لو أجاب على هذه التساؤلات إجابة سليمة .
[60] في إطار بيان القرآن لعبر الأمم السابقة ، يوقفنا السياق لحظات ليذكرنا بربنا العزيز عبر آياته في الحياة :
اولا : لان معرفة الله تساهم في معرفة الحقائق الأخرى ، و بالذات في حقل الرسالة .
(1) مفاتيح الجنان / الزيارة الجامعة .
ثانيا : لأن كتاب الخليقة نسخة صامتة لكتاب الله الناطق المنزل على الرسل .
و لعل القرآن يشير في كل سياق إلى الآية الطبيعية التي توحي بنفس الاسماء التي تبينها آيات الله .
[ أمن خلق السموات و الأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أءله مع الله بل هم قوم يعدلون ]إن الاجابة على هذه التساؤلات كلها تهدينا الى الله ، إلا أن البشر كثيرا ما يميلون عن الحق لانه يخالف اهواءهم .
[ 61] [ أمن جعل الأرض قرارا ]
بسبب الجاذبية التي لولاها لكنا نسبح في هذا الفضاء الرحب .
[ و جعل خلالها انهارا ]
يستفيد منها الإنسان ، و يقوم بها حضارته .
[ وجعل لها رواسي ]
من شأنها حفظ توازن الارض .
[ وجعل بين البحرين حاجزا ]
حيث تنحدر المياه من الجبال و هي عذب فرات ، و على مقربة منها البحر وهو ملح أجاج ، و التراب لا يحجز الماء عن التسرب ، ولكن وصول الماء إلى الترابيتحول الى طين يتحصن أما الماء فيمنعه من التسرب .
[أءله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون ]
بعــد أن يتعرض القرآن إلى هذه الآيات ، و يعرضها على عقل الانسان ، يتساءل : هل يوجد مع الله إله آخر ؟! و الإجابة بالطبع : كلا .. فلو كان ثمة اله آخر لوجدنا أثره في هذه الحياة في الارض أو في السماء أو في البحار أو .. أو .. ، فإذا أشركنا دون دليل فنحنإذن جهلاء .
[ 62] ثم يطرح القرآن سؤالا آخر يخاطب به وجدان الانسان ، إذ يقول :
[ أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء ]
من هو الذي تلتجىء إليه فيدفع عنك الخطر حين يحيط بك أيها الإنسان ؟!
[ ويجعلكم خلفاء الأرض ]
أ - يجعلكم خلفاء الارض باعطائكم السلطة السياسية .
ب - يجعل بعضكم يخلف بعضا .
و سواء هذا أو ذاك ، فإن الذي يهلك ملوكا و يستخلف آخرين ، و يهلك قوما و يأتي بغيرهم ، هل يعقل أن يكون له شريك ؟! فلماذا لا تفكرون بعقولكم لتتوجهوا الى الله ؟
[ أءله مع الله قليلا ما تذكرون ]
في كثير من الأحيان يعتقد الإنسان أن السلطة السياسية بيد الناس فيعبدهم ،و لكنه لا يدري أنه لو شاء الله لتهاوى جميع الذين يجلسون على العرش ، و لتساقطوا كأوراق الخريف ، إن هذه الحقيقة قريبة من الإنسان ، ولو عاد إلى فطرته ، و فتش في داخله لوجدها ، و لكنه ينساها بسبب الشهوات ، و المشاكل ، و الضغوط .
و حين يوجهنا الله إلى الإيمان به ، فذلك لكي نستطيع السيطرة على أنفسنا ؟ و تسخير الطبيعة من حولنا ، وإلا سخرنا كل شيء ، و كما في الحديث القدسي :
" عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون و تقول للشيء كن فيكون "أما حين يخرج البشر من حصن الله ، و يبتعد عنه فإن كل ما في الطبيعة يستعبده و يسخره ، كالذي صار شهيدا للحمار فلم يصل عليه رسول الله مع سائر الشهداء .
[ 63] [ أمن يهديكم في ظلمات البر و البحر]
الهداية من عند الله ، فلو لم يلهمه صناعة البوصلة لضل طريقه ، و لو لم يرسل له الأنبياء لما عرف الحق و الباطل .
و قد يتصور الانسان أن البوصلة هي التي تهديه حينما يتيه في عرض البحر ، أو أن عقله هو الذي يهديه ، و لكن من الذي يلهمه معرفة الطريق حينما لا تنفعه البوصلة ولا يهديه العقل ؟! ثم إذا كانت الهداية عن طريق العقل فهو من عند الله تعالى .
و المخترعون الكبار يقولون : إن الإختراعات نوع من الإلهام ، حتى أن بعضهم يتوصل إلى الإكتشافات في حال النوم ، و كذلك يقول كبار الشعراء : إن الشعر شيء من الإلهام في غالب الاوقات .
[ ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ]
لقد جعل الله الأنبياء رعاة للأغنام إلا بعضهم ، و الحكمة في ذلك كما جاء في حديث لينتظروا الغيث ، و الانسان يعلم أن الذي يأتي بالسحاب عبر الرياح إنما هو الله إذا :
[ أءله مع الله تعالى الله عما يشركون ]
مع كل هذه الآيات الواضحة إلا أن بعضا من الناس يتصورون أن النفع و الضر يأتي به الحكام ، فيخضعون لهم ، ويشركونهم مع الله .
[ 64] [ أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده ]
من الذي يأتي بالخلق من العدم ، ثم يعيده يوم البعث ؟!
[ ومن يرزقكم من السماء و الأرض ]
من أين نحصل على الرزق ؟ هل من عند أنفسنا ؟! كلا .. إنه من عند الله ، الذي بيده أرزاق العباد ، و من الناس من ينظر إلى السبب المباشر للرزق ، ويغفل عن ملايين العوامل التي يدبرها الرب من وراء ذلك السبب المباشر .
[ أءله مع الله ]
البعض يدعون أن لله شركاء كالطواغيت
[ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]
أحد الحكام يشتري طائرة خاصة فيها مستشفى للقلب ، و طاقم خاص من الاطباء خوفا من أن يموت ، فهل هذا إله حتى نشتري مرضاته بمعصية الله ؟!
لقراءة الباقى اتبع الرابط
http://www.almodarresi.com/hedayat/10/a20iwkg8.htm
وياريت تسمعوا بهذا الصوت الجميل سوف تشعر بان قلبك يكاد ينطق
http://www.youtube.com/watch?v=TM7RsZGD1nM&feature=player_embedded#
0 التعليقات:
إرسال تعليق