أرادة الانسان القلق تساهم فى خلق مشكلته ..
أنه معذب .. ولكن جزء من عذابه أرادى ..هو الذى جلبه لنفسه بأرادته ..وبتصوراته..
وهنا تبدو الثغرة الحقيقية فى جدار السجن ..
ان السجين يشكو ولكن مفتاح السجن فى جيبه ..هو الذى ادخل نفسه واعلق خلفه الباب.. فى امكانه ان يتحرر..
فى امكانه ان يقطع حلقة التصورات المفرغة التى يدور فيها وان يمحو الالوان والظلال من مشكلته ويتركها عاريه على الخطوط ..وبهذا يذيب الغراء الذى يلصقها بوجدانه ..
ليس هذا فقط... وانما هو يستطيع ان يقفز من حيز التفكير الى حيز الفعل ويقوم بخطوة ايجابيه.. وينزل ميدان تجربة جديدة ..
اننا لا نتعلم السباحة طالما اننا واقفون على الشاطىء .. نفكر فى برودة الماء وعمق البحر ونقد رجلا ونؤخر اخرى.
لن نتعلم الا بقفز واحدة تلقينا فى وسط الماء وسوف نحس ببرودة الماء تلسعنا ككرباج فى البداية . ولكننا ما نلبث حتى نتعود ويتحول الشعور بالبرد الى الشعور بالدفء ومن الشعور بالتهيب الى الشعور بالاقدام .. ونبدأ فى تحريك اطرافنا .. وهكذا نتعلم ثم نسبح ونقف ونمشى.. فى الماء كأنه ارض مرصوفة..
* ان الانسان القلق فى حاجة الى ثلاث مراحل ليفلت من قلقه ..
أن يفهم نفسه ويكتشف قدراته ويزيح النقاب عن رغبته الحقيقية ومداها ومنبعها ويفهم واقعه وامكانياته .
أن يقطع حبل التصورات والخيالات التى تغذى عقله ... وبهذا يخلع نفسه من الحائط ويضع حدا لجموده الداخلى .
ان يلقى بنفسه فى شعور جديد
وتجربه جديدةبدون تحفظ وبدون خوف .. لا يهتم اهى تجربة حلوة ام مرة ..جميلة ام كريهه.. لأن المهم هو لذة الاكتشاف .
وبهذا يستعيد الانسان القلق قدرته على التكيف ويشعر انه قد استرد نفسه ..ووضع يده ع عصا القيادة من جديد.
وأسوأ الحلول التى يلجأ اليها انسان قلق هى الهروب
ان المقاهى وادمان التدخين وشرب الجوزة ولعب النرد ولعب القمار والمخدرات .. والعادة السرية .. كلها معناها ورقة غياب .. يتركها الانسان القلق على مكتبه ويذهب بدون ان يصطحب نفسه الى مكان ما ثم يعود دون ان يكون قد احس بشىء حقيقى ..
ان فترة الهروب فترة ساقطة فى حساب العمر ..
والعلاج الحقيقى لا يكون الا بالمواجهة .
***
ان القرص الواقى من القلق هو ساعه نقضيها فى الفراش قبل ان ننام نفكر .. نفكر.. ونفكر فيما فعلناه ونزنه بميزان موضوعى هادى ..
إن هذه الساعة هى بمثابه تطعيم ضرورى للذهن ضد القلق لانها سوف تمنحنا معرفة بأنفسنا ..
واذا عرفنا انفسنا تمكنا من قيادتها .. وتمكنا من اصلاحها حين تعطب..
هذه المعرفة للنفس أولا بأول بالأضافة الى وجود هدف كبير فى الحياة يمتص الاهداف الصغرى .. وايمان عميق وتعلق كبير تتضاءل امامه التعلقات الصغيرة هو السبيل الحقيقى للوقايه من االقلق.
إن الجندى فى ساحة القتال ينسى همومه الكبيرة لأن هناك هدف كبير قد امتصها ..
إن حب الأرض والوطن والولاء للغايات العظيمة قد اذاب ما فى نفس الجندى من تعلقات واستولى على تلك النفس بأطلاقها ووحدها فى اتجاه واحد وأزال ما بها من تناقضات .
وبالمثل حب الصوفى لله يخلصه من حبه للدنيا ومن حبه للمراة
وهكذا تكون نهايه القلق .. بمعرفة النفس ..
اعرف نفسك هذه خطوة النجاة الأولى ..
فاذا عرفت نفسك قادتك نفسك الى خالقها ..
وقديما قالوا :
اعرف نفسك تعرف ربك .
وبالأيمان تصل النفس إلى بر السكينة وتصبح أكبر الأحداث فى حياتها مجرد ارتعاشات على سطح بحر هادىء ما تلبث ان تنداح وتسكن لتترك البحر شديد الهدوء شديد الصفاء .
***
د/مصطقى محمود
*كتاب الأحلام
كتاب أرشحه لكل انسان على وجه الأرض هيعيش الحياة أحلى بعمق وراحة :)
لأنه هيحل الغازها اللى ممكن ناس كتير تعيش وتموت محتارة بسببها
وتضيع وقت فى عيشة غلط
الله يرحمه ويبارك أثره وينفع به
شير فى الخير
0 التعليقات:
إرسال تعليق