هذه الجملة تثير لدى ذكريات جميلة فى حياتى .. فأتذكر تلك اللحظات التى كنت متلهفا فيها لمعرفة.. كيف تصير عظيما ؟ وما هى صفات العظماء ؟
فى حقيقة الأمر قرأت كثيرا عن هذا الموضوع ولكن ما شدنى حقا هو ما وجدته فى عالم الحيوان .. هى تلك القصة التى يعرفها من يعرف عالم الحيوان ..
قصة الأسد والغزالة فى الغابات الأستوائية فى القارة الأفريقية .. والتى تدور حول ..
غزالة تصحوا من نومها كل يوم وفى بالها أنها لابد أن تكون أسرع من أسرع أسد كى تستطيع أن تحافظ على حياتها فى ذلك اليوم .. وكل يوم تفعل ذلك .. لانها تعلم أنها ان تقاعست يوما ستصير وجبة سهلة لأى أسد جائع ..
وعلى الطرف الآخر يصحوا الأسد من نومه كل صباح وفى باله انه لابد أن يكون أسرع من ابطأ غزالة حتى يج وجبة يومه التى تمكنه من الأستمرار ..
وأنت يامن تقرأ ؟ وانا أيضا مثلك ؟
هل نريد ان نكون تلك الغزالة التى تدافع فقط من اجل البقاء .. أم ذلك الأسد الذى يسعى من اجل السيطرة وبسط نفوذه ..
لا اخفيك أننا كبشر لابد أن نتصف بصفات تجمع أحلى ما فى النوعين .. لأننا حينا نحتاج لندافع بقوة وعلم ومهارة .. وأحيانا أخرى نحتاج لنهاجم ونثبت لأعدائنا أننا نمتلك من القوة ما قد نغير به وجهات النظر ..
ما بين قوة الدفع وقوة الهجوم .. يقع عالم واسع من الخيارات لذلك الأنسان .. خيارات تخص .. بيئته كأنسان يحافظ عليها ..ويحارب من أجل الحفاظ على بقائها بالقضاء على اعدائها ..
ومجتمعه .. يدفع عنه الأذى .. ويحارب من أجل أصلاحه وتحريره من عبودية الفكر والسلوك ..
وأسرته .. يدفع عنها ما قد يسوءها .. ويحارب من أجل توفير الأمن والحب والطمأنينه ..
حياتنا .. سلسلة متوازنه .. من الدفع .. والحرب .. كر وفر .. ولكن من النوع الحسن ... أذ لكل أمر وجهان .. حسن وسىء ..
وهناك مثال بسيط ورد فى القرءآن الكريم يمثل لنا الحسن والسىء ...
يقول الله عز وجل ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) اى أنهم يمكرون مكرا سيئا .. والله عز وجل يمكر المكر الحسن الذى ينجى المؤمنين والعباد من مكرهم ..
ومثال آخر من واقعنا العملى .. عندما تقول لأحد ما : ان التفكير السلبى له تطبيقات وقائية فى حياتنا ؟ .. يتعجب .. ولكن عنما تشرح له ..
فتقول : أنظر الى ذلك الذى يعمل فى أدارة الكوارث او أدارة السلامة المهنية أو المخاطر ستجد انه يفكر بطريقة سلبية وقائية كى يضع خطط متعددة فى حالة حدوث كوارث او أخطاء بشرية أو غير بشرية بحيث يتعامل معها فور وقوعها .. وعندما نقبل على فعل امر ما .. نفكر ونسأل أنفسنا : ما هو المعوقات التى قد تواجهنا ؟ ما هى الأزمات ؟ ما هى السلبيات ؟ وفى أحيان كثيرة نرتدى القبعه السوداء ( أحد القبعات الستة لأدارة التفكير الذى قدمها أدوارد ى بونو ) وتلك القبعه تنظر للجانب السلبى لفكرة ما (معوقات , تهديدات , جوانب نقص ....الخ ) كى توضع فى الأعتبار عند تناولها أو الهم بفعلها ..
هكذا هى الحياة .. ظلام ونور ... فرح وحزن .. الم وسعادة .. جنة ونار .. فى كل من وجهتى النظر .. نتعلم الكثير .. ففى الأختلاف نتعلم كيف نعيش حياة للتحسين والتطور والتقدم ....
وتذكر أن .. هناك من ترك بصمة والتاريخ يذكره .. وهناك من انتهى بمجرد موته ..
حمادة احمد *
باحث وكاتب
0 التعليقات:
إرسال تعليق