Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image

عفواااا.....يقولون انهم اقاربنا ~ قصة قصيرة للكاتبة / دعاء جلال .. !

  • الأربعاء، 18 يناير 2012
  • هبة سامى


  •       
    الناس كلها كده ..يابنتى مستغربه ليه ده بقى العادى .! أخذت تردد أمى كثيراً هذه الكلمات وانا أمامها مندهشة
    فأكملت حوارها: نحن فى زمن جفاء المشاعر من العيله والاقارب واذا افتكرو يتصلو بينا فى المناسبات يبقى كويس جدااا!!
    كان هذا رد والدتى لى عندما اشتكيت لها من عدم تواجد افراد كثيره من العائله فى زيارتهم لها فى المستشفى عندما
    تعبت امس فجأه واحتاجت لمتبرع نقل دم وكنت حائسه ومحتاره ماذا افعل واخواتى مسافرين وليس امامى سوا
    الجيران؟! حيث اننى عندما اتصلت   بافراد كثيره من العائله إعتذر بعضهم عن المجىء لوجود مشاغل طارئه لهم والبعض الاخر
    اكتفى بالسؤال وعرض مبلغ مالى للمساعده! وكان هناك كبير الاسره والعائله مشغول بتجهيز منزله هذا اليوم
    لقدوم عريس لابنته واكتفى باارسال احدى ابنائه والسؤال اخر اليوم بعد انصراف العريس !!
    اعتقد اننى وضعت علامات تعجب كثيره بعد كل سطر ولكننى لا زلت مذهوله مما حدث لتعب والدتى  المفاجىء
    منذ أمس وحتى الأن بعد كلامها لى والأغرب انها لم تحزن بس التمست الأعذار بنفس مكسوره اخفتها عنى..
    تركت والدتى بعد ان اطمأننت على صحتها وانها اصبحت بخير بفضل الله وعادت معى للمنزل وذهبت لحجرتى
    ابحث عن شىء ما اين هو؟؟ اين وضعته أخر مره منذ أن تصفحته من فتره كبيره؟  ها هو لقد وجدته ألبوم صور اسرتنا مع العائله
    جلست على الاريكة مسندة رأسى إلى الوراءاتفحصه بإمعان وتملق يختلف عن مشاهدتى له أخر مره منذ فتره بعيده...
    كان يحتوى صور لنا منذ نعومة أظافرنا وحتى الأن فى ريعان شبابنا ووجدت مناسبات عديده تشاركنا فيها سوياً وكان معنا
    جدى وجدتى رحمهم الله وخالى وعمى وخالاتى واعمامى وووو... اشخاص كثيرون يملؤن صور الالبوم يتشاركون فى لحظات كثيره معنا
    لكنهم منذسنوات عديده مضت لا نعلم عنهم أى شىء وحال من احوالهم سوا سلام فاتر بين الحين والاخر    ... أخباركم إيه كويسين طيب...
    وهكذا كل حين وحين ومن وقت لأخر..ترقرقت بعض من الدموع احتبستها منذ كلامى مع أمى وحتى تقليبى بين صفحات الالبوم فجعلتها تنزل بهدوء
    ثم اغلقت بعدها الالبوم وخطر على بالى شعور حنين للماضى وذكريات زمااااااان وايامه وحكاوى جدتى وجدى والترابط الاسرى
    وإزاى انهم كانو وقتها بيحسو ببعض قوىىىى ومحدش ينام غير لما يطمن على التانى فى كل مكان ببيت الاسره وإزاى بيفرحو لبعض
    ويزعلو لبعض بحزن حقيقى جدااا وووو.. مش عارفه أوصف إيه ولا إيه؟ كنت اتمنى اعيش ايااااااااام الابيض والإسود كل حاجه
    كان ليها طعمها ورونقها وإحساسها الحقيقى كل حاجه كان ليها معنى وقيمة وشعور طيب.. الوقت كان مختلف في كل لحظه....
    ياترى إيه معنى قرابه واسره مترابطه بالبلدى حد يقولى فييييين العيله/؟ حد يقولى انا   محتااااارة؟ معروف فى اللغه العربيه أن الأقارب مجموعة من الأشخاص كالخال والعم والجد والاب والعمه وووو
     أى أنهم اقارب من ناحية النسب والدم والورق الرسمى أمام المصالح الحكوميه والتقديم لعمل بطاقه شخصيه ولكن؟ من ناحية المشاعر والأحاسيس
    هل هم أقارب حقاً؟!! سردت ما سبق للوصول لهذا السؤال لكننى لم اجد أى اجابه يعترف بها القانون سوا انه لا يؤمن الا بشهادات ميلاد وورق رسمى فقط...لا اتحدث أن الناس كلها كده ولكن هناك حالات نادره من الناس لا زالت تحتفظ بالقرابه الحقيقيه بتاعت ايااام زمان على اصلها الحقيقى
    فى هذه اللحظه رن جرس هاتف المنزل وقمت ارد لأجد خالى العزيز كبير العائله يطمئن على صحه والدتى لأنه لم يتصل من الصبح وقد اوشكنا على منتصف اليل الان !! وسألنى ها اخباركم ايه كويسين مش عايزين حاجه طيب لو عذتى حاجه اتصلو سلااااااااام.. لم تتعدى المكالمه الثوانى المعدوده
    وكأن الكلام الذى سيقال محفوظ ظهراً عن قلب .. ابتسمت ونظرت قليلاً للهاتف وتذكرت اننى لا اسمع جرس الهاتف فى العام سوا أوقات معينه وهى كالتالى رمضان الكريم والعيد فقط   أما باقى العام نتحدث نحن معهم ونهتم نحن بهم ونزورهم ونستعطف قربنا لهم ولكن دون جدوى   الجفاء والرسميات فقط..
    هل الود والإحتواء والحنان محتاجين لفترات معينة طواال العام.. لما اصبحنا بهذا الجفاء وتبلد المشاعر وأصبح كل واحد فى حاله محدش يعرف عنه
    حاجه.. ذات مره احدى الصديقات سردت لى حديث اضحكنى قيلا فكما يقولون هم يضحك وهم يبكى قالت لى : إن والدتها تعودت ان تعطى ابناء
    العائله الصغار عديه حين يأتى العيد وعندما كبروا اصبحت تشعر بالحرج من ان تعطيهم على اساس انهم كبارراشدين فبطلو يزوروها وإكتفو فقط لثوانى معدوده على الهاتف بقول : كل سنه وانتى طيبه  .. سلام  .. لقد اخترعت نظريه جديده  من وجهه نظرى  تتناسب مع هذا الوضع كالاتى:
    إذا اعطتنى الخاله نقود سأذهب لها.. إذا لم تعطينى سوا القبلات والطبطبه والود والحب الخالص  فلن أذهب اليها وساكتفى برن الهاتف عليها فقط ..!!
    طيب بالنسبة للأشخاص الفقراء ماذا سيفعلون مشفقة جدااااا عليهم.. أعتذر عن إطالتى فى الحديث واستخدامى لبعض العبارات والكلمات بطريقة سخرية
    ولكننى أصف الواقع كما سمعته من اصدقاء وزملاء ورايته عند ناس كثيره فما سبق قصه سردتها باسلوبى ومن خيالي وما فيها من احداث لا تمت لى بصله من واقعى او حياتى الخاصه وليست قصتى الشخصية ولكنها قصص مجمعه فى عبارات سابقه.. حيث اننا بداخلنا نحلم بحياه اسريه وعائليه واقاربيه بها حب ووئام وترابط واهتمام نابع من القلب عندما تحتاج لشخص تجده بقلبه وعقله معك يشاطرك حزنك قبل فرحك يخفف عنك مايضايقك يقويك يدفعك للامااااام يحببك للدين والعلم يزرع فيك الاخلاق والرحمه مع الغير بجد محتاجين اسر وعائلات تعيد تفكيرها من تااانى فى مفهوم صله الرحم لان هناك حديث نبوى يقول لا يدخل الجنه قاطع رحم...شوفتو بقى ان الموضوع كمان من ناحيه الدين قد ايه مهم والرسول حث عليه عليه السلام ده غير ناحيه العاطفه ونواحى نفسيه اكتر واكتر......
    وجدت فكره مجنونه خطرت بفكرى الان حيث ساكتب اسفل الصفحه على الهامش جانبا نموذج مصغر لاقرار وهمى مطلوب من أى شخص يتواجد على ظهر الارض ومسؤل عن أخرين يرتبطون به عرقا ودما  ان يلتزم به محاوله منا استعاده مفاهيم الماااضى من قيم وترابط وايد واحده حتى لا ياتى علينا عام 2020 لا نعلم عن اهالينا واقاربنا ونسمع اساميهم صدفه امامنا ويمرون امامنا فى الشارع لا نعلم انهم ينتمون لنا
                                                                                        

    اقرار
    اقر انا والد الطفل.....
    اقر انا والد الشاب...
    اقر انا عم الطفل.....
    اقر انا الاخ الاكبر....
    اقر انا خاله الطفل.....
    اقر انا  ايا كان المسمى...
    اننى مسؤل عنه مسؤليه امام الله
    بالحب والوئام والترابط
    من الان وحتى اخر لحظه فى الحياه
    الامضاء
    شخص لا زال لديه قلب
    ...

    الكاتبة / دعاء جلال 



    0 التعليقات:

    إرسال تعليق