Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image

بدوت مصر | "الكاميرا".. شاهد أبكم بعين ثاقبة تفضح "المتحرش"

  • الاثنين، 7 يوليو 2014
  • هبة سامى
  • نشر يوم 
    كاميرا الموبايل شاهد على
    كاميرا الموبايل شاهد على "التحرش"
    كتبت- رانيا علي فهمي:

          عادة ما يكون بطل أي قصة من لحم ودم، إلا أن بطلنا اليوم أبكم بلا لسان، تكمن قوته في عدسة أقوى من عيون زرقاء اليمامة، إنها "الكاميرا"، التي كانت ولا تزال أقوى شاهد في العديد من الأحداث الخاصة والعامة.
    وكالعادة يستخدم الشيء على وجهتين، أحدهما نافع والآخر ضار، لنجد المتحرش يفتقد للذكاء ويصور نفسه أثناء الجريمة، ثم يعرض المقطع لغرض في نفسه، ليكون دليلا حيا ضده.

    كاميرا الموبايل تكشف خيانة الزوج أيضا
    وها هي حكاية جديدة تفضحها عدسة الكاميرا، تقول "ش.ع":  كان لون زوجي يتغير بمجرد أن ألمس هاتفه، ولهذا دبرت مؤامرة مع أختي وأثناء انشغاله بأحد الألعاب، افتعلت أنا أن شيئا سقط في الغرفة، ليترك الموبايل مسرعًا، وقامت هي بتحميل كارت الميموري على الجهاز الخاص بها، أثناء قيامه بترتيب الأغراض معي.

    واكتشفت الزوجة بعد ذلك وجود  أكثر من مقطع فيديو يجمع زوجها بصديقته في العمل، وبسؤاله بشكل متحضر، كان رده أنه حاول استدراجها وتسجيل هذه الفيديوهات لأنها تهدده ببعض المستندات، وحينما طلبت منه إخبارها بنوعية هذه الأوراق، واتهمته بأنه يطعمهم من حرام، تلعثم وقال إنها صورته دون علمه لتختلق مشكله بينه وبين زوجته، تؤدي للانفصال.

    تقول  "ش.ع": كنت أذكى منه وحافظت على هدوئي، وأخذت الفيديوهات لمهندس صوت، وطلبت منه التأكد ما إذا كان تم تسجيله دون علم زوجي أو لاً، فكشف لي أن زوجي كان يعلم، وذلك من خلال وضعية الموبايل ونظراته للعدسة، فقد كان يحاول توجيه وجه المرأة الأخرى تجاه الكاميرا، أما هي فلم تنتبه، غير أن صوتها كان الأوضح.

    فتيات: الزجاج يقتل أحيانا
    تتخذ بعض الفتيات من الكاميرا شاهدا على المتحرش، سعاد خالد، طالبة جامعية تقول: "نزلت لأشتري موبايل صغير الحجم بكاميرا ذات جودة عالية، فأنا لا أجيد فنون الضرب، والركض، لكني سأتعامل مع المتحرش بنفس منطقه، هو يصورني، وأنا أفضحه، وأبلغ عنه، فإذا كانوا اعتمدوا على أن النساء كالقوارير، فلابد وأن يحذروا لأن الزجاج قد يحدث جرحا قاتلا، فلا داعي لتحدينا".

    أما سلمى سعيد فتقول: عن نفسي سأستخدم الـmp4  لتسجيل أي حوار مع أي رئيس عمل أو زميل يحاول تجاوز حدوده معي عبر التليفون أو بشكل مباشر، لن أتهاون في حقي، وحتى إذا لم يحاكم فيكفي أن أرى نظرة الانكسار في عينيه، وأعد بأنني سأستخدم الكاميرا لتصوير ملامح الذعر وستكون بمثابة الداعم النفسي لي. 

    وأضافت "سلمى": المتحرش في رأي تعدى الألفاظ الخادشة للحياة إلى اللمس، لأنه لم يجد من يردعه، لكن ما رأيته أن تصويره بالصوت والصورة يودعه السجن، حينها سيبكي بالدموع، وأنا أضع رجل على رجل"، وقالت سلمى أيضا: أعتب على كل من يعترض على نشر مقاطع الفيديو، ثم يعرضها من باب إن الناس شافتها خلاص، وأين نزاهتك، وتميزك، وصدق رسالتك التي تسعى لتوصيلها للناس.

    http://dotmsr.com/ar/601/1/14806/.htm
    المجتمع محكوم بمثلث "السلطة والمال والشهوة"
    تقول هبة سامي، محاضر علوم التغيير والعلاقات الإنسانية وخبير التطوير الاجتماعي، إن تفشي ظاهرة التحرش وتحدي المجتمع والقانون، ناتج عن خضوع المواطن المصري لمثلث "السلطة والمال والشهوة"، فإذا تحدثنا عن الجهل سنجد أنه يبدأ من الأسرة التي غرست داخل الرجل والمرأة مفاهيم خاطئة عن الرجولة..
    وتضيف هبة سامي أن تصوير الإنسان لنفسه وهو يلحق الأذى بفتاة، سواء بالضرب أو التحرش، ثم عرض المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي بكل جرأة، يقترن بخلل سلوكي نفسي وسيطرة "التباهي"، فمادام الانسان عاجز عن تحقيق السلطة، أو المال، وفقد الأمل في أن يجد لنفسه محلا من الإعراب، نجده يوجه طاقة كبيرة للتباهى بشهوته، وأنه قادر على السيطرة على أي فتاة، والا فانه يشعر بالفشل وأنه عاجز عن مجاراة أمثاله، ويزيد هذا في ظل افتقاد الأمان والقدوة.
    ووصفت هبة سامي تبرير الشباب لما يحدث بأنه "هزار"، أو أن "الفتيات تتحرش بهم من خلال ارتداء الملابس المثيرة"، بأنه "عذر أقبح من ذنب"، موجهة تساؤل: لماذا لا تغضون البصر وتغلقوا على الشيطان الباب؟ وبما أنهم يستندوا على أن الفتاه لن تبلغ عن المتحرش خوفا على سمعتها، أو أن "الفتاة سيئة السمعة" تستحق أن يستهان بها، فلابد من إلقاء القبض على هؤلاء بتهمة "فعل فاضح في الطريق العام" والإخلال بالسلوكيات والآداب العامة، فالتبرير الذي يفتقر لسند قانوني لا يُحترم، ولابد من وضع قوانين وتطبيقها، ونتذكر هنا مقولة نهرو : إن النخبة، أي الأقلية، هي التي ترفع الكتلة، أي الأغلبية، ليسمو الوطن، فإذا لم تقم بذلك فإن الأغلبية تأخذهم للقاع.

    ويؤكد المهندس صلاح الغندور، مهندس كمبيوتر، إقبال الشباب على برامج المونتاج والتصوير والخدع، والملحقة بأجهزة الكمبيوتر المحمول، والموبايلات، وإذا لاحظنا الدورات التي يقبل عليها في مراكز تعليم الكمبيوتر سنجدها ترتفع جدًا في تخصصات الميديا والخدع، بما يوضح أن الشباب ينقسم لجزئين، الأول يسعى للاستفادة من هذه الدراسة في البحث عن فرصة عمل جيدة، بينما يستغلها آخرون في القص واللزق وتركيب الأصوات، والكليبات المسيئة.

    للأسف نكتشف كوارث أخلاقية بالمصادفة عندما يتعرض جهاز لعطل ويتركه صاحبه للإصلاح، في الماضي كنا نجد أفلاما أباحية، واليوم نفاجأ بمقاطع شاذة أحيانا، وشتائم، وفوتوشوب للصور وقص للمقاطع، وفي النهاية المتحرش والشخص الذي يسىء استخدام التكنولوجيا الحديثة ببراعة، يصعب على القانون الإمساك به، إلا إذا تم الإبلاغ عنه، إلا أن رفع الفيديوهات يكون أحيانًا بأكونتات وهمية أو في سيبر بعيد، وكحل عملي أضع لكل جهاز كاميرا تصور المستخدم.

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق