Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image

الثورة البيضاء

  • الجمعة، 15 يونيو 2012
  • هبة سامى

  • الثورة البيضاء استعارة لوصف الثورة، التي تحدث دون إراقة للدماء، واللجوء إلى أساليب العنف. فالثورة البيضاء هي نقيض الثورة الحمراء التي تكون دموية. وتعد "الثورة البيضاء" رمزًا إلى تنفيذ الثورة وتحقيق أهدافها بأسلوب غير عنيف، وعلى شكل الانقلاب السلمي.
    هذا تعريف لمصطلح الثورة البيضاء كما ورد فى موقع ويكيبيديا ..ولكن ماذا حققت الثورة ؟ وماذا نريد نحن منها أن تحقق ؟ وكيف ذلك ؟
    تعتير ثورة مصر من اعظم الثورات فى التاريخ لانها كانت بأيدى الشعب بجميع طوائفه و تياراته و بدون استخدام اى شكل من اشكال العنف او القوة وسيكون لها تأثيرات جيوسياسية عميقة في الشرق الأوسط نظرا لمركزية مصر وثقلها الجيوسياسي في المنطقة
    عندما حاولت البحث فى واقع الثورات التى مرت بها الشعوب بهدف أستخلاص سبل التمنية والتطور التى تساعدنا فى أرساء قاعدة للتطوير وجدت أن أفضل طرق التطور والتقدم تقبع فى تطوير وتغيير الثقافة التى أدت الى هذه النظم الفاسدة التى حكمت وعاثت فسادا , ولكن ما شكل هذه الفساد ؟ واين هو ؟ وكيف نستطيع علاجه ؟
    عندما حاولت التفكير هدانى تفكيرى الى بعض الأفكار لا أعلم هل ستوافقونى عليها ام لا ولكن أخذتها بمنطقيه تامة دون التحيز لرأى أو جانب معين بل قرأت كل الأراء ووجهات النظر ورأيت أن الفساد الحقيقى هو فساد ناتج من فساد نفوسنا فما العالم الخارجى الأ وجه وصورة لما يدور بداخلنا ولكن عقولنا تكبر وتضخم ما يحدث فى الخارج حتى نظن أن ما يحدث فى الخارج أكبر بكثير مما يحدث بداخلنا , أذا كنا حقا قد قمنا بالثورة فأنها ثورة فى باطنها على ما يدور داخلنا ولا دليل أكثر من المنشورات التى يتم تداولها تدعوا الى كشف الفساد وارساء النظام وأماطة الأذى وأصلاح النفس ولكن بصورة مسيسة بحته
    الطريف فى موضوع الثورة انه عندما وجه لى سؤال كيف سيكون التغيير ؟
    أجبت وقلت بالحرف .. التغيير الحقيقى سينبع من تغيير الفكر والثقافة السائدة فما النظم الفاسدة الأ جزء من ثقافة فاسدة منتشرة بين الشعوب فأذا تغيرت تلك الثقافات تغيرت تبعا لها تلك النظم لأن ثقافة النظام لا تستطيع أن تصمد كثيرا أمام ثقافة الشعب
    وجميعا لاحظنا تخبطا فى الفترة الأخيرة من الثورة ما بين مؤيد ومعارض ولكن لماذا حدث ذلك هذا هو ما نود الوصول أليه .
    هناك نظريات روج لها الغرب وأصبحنا مؤمنين بها بدرجة كبيرة ( أقصد العرب والمسملين ) نعم الغرب يؤمن بها ولكن ليس بهذه الدرجة التى جعلتنا نصدق أن أى عمل كبير سواء كان ناجح أم غيره ورائه قوة خفية خبيثة تخطط وتحيك وتنفذ ضمن مخطط كبير ومخيف حتى أصبحنا مسجونين داخل أفكار واهمة وتلك أولى الأوهام التى لابد أن تتغير نعم جزء من تلك النظرية حقيقى وصحيح وجزء آخر منها هدفه بسط السيطرة لفئة ما على عقولنا وهدفه أظهارنا دائما بمظهر الضعيف وأظهار هذا الآخر بمظهر القوى وهذا حال الأمة الاسلامية دائما على الرغم من أعتراف الكثيرين من المفكرين والأقتصاديين بقوة الأسلام دينا وتشريعا وأقتصادا ولكن الأعلام الذى يسيطر عليه الغرب دائما ما يصدر لنا منتجاته منسوجه على بعض الحقائق فنتلقفها دون وعى ولا نعلم أنهم ..يدسون السم فى العسل .
    فالمؤامرة قد تكون موجودة ولكن لا تستطيع أن تفعل فعلتها الأ أن كان المتلقى لها بالفعل ضعيف لا يقوى على أى شىء فما حدث فى الثورة دليل على ذلك أقاويل من هنا وأقاويل من هناك وهذا يصدق وهذا لا ..لا توجد ثقافة ثابته فى هذا الشعب لأن مرجعيته تختلف ...فلماذا لا نتوحد على فكر وثقافة واحدة ؟
    وهنا نعود مرة أخرى للسؤال الحرج كيف يتم التغيير ومن أين يبدأ الأصلاح ؟
    فرق تسد ...هذه هى القاعدة التى اتبعها الغرب عندما وجدوا مجتمعات ضعيفة وبعيدة عن الطريق الصحيح فتسللوا كى يكملوا الأجهاض على ما بقى من تلك الامم وهذا ما حدث للخلافة الأسلامية فليست المؤامرة فقط من أسقطتها كما يروج الغرب لأظهار قوة اليهود ولكن أسقاطها حقيقة كان بسبب ضعف منذ أمد بعيد منذ سقوط الأندلس بدأ الضعف يمتد فى شرايين هذه الأمة ولكن فى نفس الوقت لن نغض الطرف ان المؤامرات تحاك ..ولكن لنضع لكل شىء قيمته وحجمه فهم لسيوا أذكى منا ولكن نحن أضعف منهم نفوسا تفرقت بعد أن كانت واحدة
    وكى نحل تلك المعضلة وهى فى الحقيقة ليست بمعضلة أقول أن الحل الوحيد هى الأعتصام بحبل الله والتمسك بكتابه وسنته فهو الثابت الوحيد الذى لا يتغير وهو المنبع الوحيد الذى له القوة لأرساء قوة يخافها ويهابها الغرب لأنهم يعرفون قوة هذا الكتاب حقا ..
    فالقرءان ..حاولوا تحريفه فلم يستطيعون ..حاولوا التقليل من اهميته فلم يستطيعون لأن الله هو من يحميه ويحفظه وقد جند له جنودا من بنى البشر يدافعون عنه بالنفيس والغالى من شيوخ ودعاه ومفكرين بل وقد أثبت أعجازة لدرجة أن جعل من الغرب من يساعد فى حفظه فنجد من علماء الغرب من يطالعنا ببحث يثبت أعجاز القراءان أو شىء مما ورد به أو آخر يسلم الخ ..
    فهل سنظل غافلين .. مع العلم أن من يؤيد نظرية المؤامرة ومن يعارضها يتشابه من بعيد او قريب بمن يقف مع النظام ومن يعارضه ..فهل سنستطيع أن نحول من تلك الثورة ثورة بيضاء فى كل جوانبها ؟ أم سنظل حبيسى الوهم والأكاذيب حتى نجد انفسنا رويدا رويدا نذهب لنكون دولة علمانية ( بمعناها الكلى منزوعة الهوية ) وهذا ما يتردد الأن او نعود من جديد للنظام السابق ؟
    كنت قد قرأت سابقا عن الثورة البيضاء فى اليابان التى بدأت باليابان منعزلة وأنتهت بها دولة يعرفها العالم ...عرفت اليابان أن سر التطور يكمن حول تطبيق محورين فى غاية الأهمية :
    1 – الأيمان العميق والألتفاف حول عقيدة واحدة يتجمع حولها الشعب وتكون مصدر فلسفته وتقدمه وتعامله فيما بينهم
    2- تعلم العلم بعمق وتطبيقه فى كافة الميادين وأستجلابه وتطويره من كل شعوب العالم
    لكن وضعوا فى الأعتبارأنهم سيكونوا الأقوى والأعظم على تلك الأرض بعد ان عرفوا أن القوة تكمن فى العاملين السابقين , وبعد ان تم تطبيقهما بحرفيه ومهارة مكنت اليابان من التربع بين الدول المتقدمة حتى بعد أن تم تدمير البنى بواسطة ألقاء القنبلتين النوويتين على هيروشما ونجازاكى مما أدى الى تدمير البنية التحتية تماما بل ما زاد الأمر صعوبة ان اليابان بلدا بلا موارد تستورد معظم مواردها الخام من الخارج ..كان للشعب اليابنى والنظام القائم الذى هو من الشعب أيضا دافع قوى عقائدى وايمانا بأن تلك الكبوة لن تكسرنا أبدا... وهذا الفرق بيننا وبينهم لمن سأل وظل يبحث ...لماذا هم يتقدمون ولماذا نحن نتأخر ؟
    أن لم يكن لنا عقيدة نلتف حولها جميعا شعبا ونظاما ونطبقها فى حياتنا سياسة كانت أو ثقافية أو أجتماعية أو علمية لن نتقدم ولن نكون بالقوة التى نرجوها
    أذا التففنا كمؤمنين حول الكتاب والسنة وطبقنا مبادئهما بقوة سنرى الفرق فلدينا من العلماء من تفوقوا على الغرب وهذا دليل أن العلم ليس هو الذى ينقصنا حتى وأن كان نجاحهم بالخارج ولكن ما ينقصنا هى عقيدة نلتف حولها
    الغرب فطن الى ذلك المعنى منذ سقوط الأندلس لذا تقدم كما نراه الآن معتمدا على كم كبير من العلوم والمعارف المأخوذة أو المسروقة من المسلمين والعرب لأنه لم يقوى بمفرده من التقدم لأن عقائدهم كانت واهية وضعيفه لذلك استمدوا من الاسلام قوته دون جوهرة وطبقوها لذا نجدهم استمروا لفترات لن تطول فنجد أن أقتصادهم ينهار ودولهم تذهب الى زوال ولكن ما يجعلهم صامدين حتى الآن انهم يتطفلون ويستمدون مصدر قوتهم وبقائهم من ضعفنا وتفرقنا وأبتعادنا عن العقيدة الحقة لذا يسعوا بكل ما يملكون لتوفير كل ما يجعلنا على تلك الحالة لأننا أذا اتحدنا انهاروا ولن تقوم لهم قائمة بعد
    أضافة اخيرة دولة الأسلام فى الأندلس وخارجها كانت دائما الحضن الدافىء للجميع مسلمين ومسيحين بل ويهود ولكن اليهود دائما ما كانت الخيانة أحد الطباع الغالبة عليهم ..دائما ما حاولوا ويحاولوا وسيحاولوا أضرام نار الفرقة لن أقول بين المسلمين فحسب بل بين أهل الكتاب من الديانات الآخرى وبين المسلمين وهذا واضح جلى منذ قيام دولة الأسلام وحتى الآن ولكن تظل كلمة أخيرة تلح على لسانى هى أننا سنظل مسلمين ومسيحين أخوة فى الأنسانية وسيظل وطننا الحبيب حضنا دافئا للجميع مهما كانت ديانته فنحن مؤمنين بكل الديانات وكل الرسل لأنه أحد أركان الايمان الصحيح لدينا فأحذروا ثم أحذروا الفتنة من اليهود ولا تهتموا بوثائق من هنا ووثائق من هناك ..فقط أجعل قلبك وعقلك و منطقك وميزانك لأدراك الأمور
    لن أطيل فالحلال بين والحرام بين ...
    ولكن هل سنفكر وسنربط الأحداث ببعض أم سنظل حبيسى نظرية المؤامرة دون تحرك
    فالثورة أثبتت بما لايدع مجالا للشك أن نظرية المؤامرة نظرية فاشلة فى جزء كبير منها

    واخيرا أقول .. حققوا العدل .. تتحقق الثورة .. وتنقشع سحب الظلام ..



     *حمادة أحمد
    باحث وكاتب

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق