Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image Demo image

المسيـــــــح عيسى ~ بن مريم 3

  • الاثنين، 5 نوفمبر 2012
  • هبة سامى
  • وكبرت مريم ، وصار على حنة أن تفي بنذرها ، فأخذت ابنتها وانطلقت إلى أورشليم ، لتسلمها للعباد المُقيمين في المعبد .. ودخلت على اليصابات تنتظر ، وأقبل زكريا فذكرت له ما جاءت من أجله .

    وذاع بين العُباد المنقطعين للعبادة ان امرأة عمران جاءت بأبنتها تدفع بها إلى من يكفلها ، فاتنازعوا أيهم يكفلها .. وأراد زكريا أن يستبد بها دونهم ، فاليصابات خالتها ، فال للمختصمين :
    - أنا أحق بها منكم .

    - ما أحد أحق بها من أحد

    - فما ترون ؟
    - نرى أن نقترع ، فمن خرجت قرعته فان له حق كفالتها .
    وجاء كل منهم بقلم معروف به ، وحملوا الأقلام ووضعوها في موضع ، وأمروا غلاما لم يبلغ الحنتث
    كاتون * وهذه الكلمة تطلق على اليهودي الذي لم يبلغ الثانية عشرة

    أن يخرج قلما منهما .. فأخرج واحدا فكان قلم زكريا ، فقال الرجال :

    - لا ، نقترع مرة ثانية .

    فقال لهم زكريا : ماذا تطلبون ؟
    - نلقي أقلامنا فى النهر ، فأينا جرى قلمه على خلاف جريه فهو الغالب .


    وذهبوا إلى النهر ، وألقوا أقلامهم فسارت جميع الأقلام مع التيار .. الا قلم زكريا فقد جرى على خلاف جريه فى الماء .

    فكفلها زكريا وأخذها لتكون خادمه من خدام المعبد  وخصص لها مكان للعبادة فى الطبقة العلوية فكانت تصغى الى النقاش الدائر بين العباد وإلى المعلمين الذين يعلمون تعاليم الدين فـإذا أسدل الليل سدوله وخلت بنفسها فى غرفتها .. راحت تقرأ فى التوراة عن المسيح بن الانسان .. الذى سيجىء من نسل داوود ليقيم العدل .. وينزل امراء الارض والجبارين عن عروشهم وينزع أسنان مرتكبي الاثم والشرور فتشخص إلى السماء بعينيها الواسعتين السوداوين .. وتشرد فى عوالم واسعة من التأمل والتفكير .

    وجاء عيد الفصح وآسيا الصغرى وبابا واليونان يسرقوان أمامهم النحائر يقدمونها للنحر فى المذبح .. وأصوات المصليين تتجاوب فى المعبد ولما انتهى العيد خرج بنات أورشليم الى الحدائق ةخرج الشباب الحجاج خلفهن يبحثون عن زوجات ولم تبق فى منازل اورشليم فتاة الا مريم كانت فى محرابها تصلى لله .

    وفدت حنة مع الحجاج وقابلت مريم ولما انقضى العيد اخذتها الى الناصرة تعيش معها أياما .. ثم تعود إلى محرابها للصلاة والعبادة وانطلقت القافلة من أورشليم ومر يومان وفى اليوم الثال اشرف على الجبل كان الربيع قد جاء فبدت الحدائق فى ثوبها القشيب والحقول كأنما فرشت ببساط من سندس اخضر أخذت الارض زخرفتها وازينت فتلفتت مريم منشرحة فالجليل قد بدأ كقطعه من جنات النعيم .


    وانسابت القافلة فى طريقها حتى اشرفت على الناصرة افذا اشجار السرو والتين والزيتون تغطى سفوح التلالت واذا البيوت فى الوادي خاشعة فى محراب الكون العريض .. واذا مريم تمد بصرها فلا ترى بين تلك الدور إلا دارها الصغير التى نبت فى فنائها بعض اشجار الزيتون .. وراحت بعض الاغنام تجول فيه .


    عادت مريم إلى الناصرة ولكن روحها هائمه بأورشليم فصلوات الرهبان تنساب رقيقة عذبة فى اذانها ومشاهد العباد تترادف فى مخيلتها ومحرابها الذي تقوم فيه ليلها ونهارها مثل اما عينيها .


    وجاء هدوء الليل بهدوئه وأسراره وبدأت حلقات السمار تتجمع فى الناصرة وبقيت حنة ومريم فى دارهما وتصوم من الليل اوله واذا بطارق يطرق الباب فقامت مريم وفتحته فاذا قريب وافد للمؤانسة والحديث .


    جلس الرجل وبدأ يتحدث فيما جاء فيه قال :
    -أصبحت مريم شابة وخير ما تفعله فتاه من بنى إسرائيل ان تتزوج وان تنجب اولادا وقد جئت اخطب مريم .

    فأطرقت حنة  قليلا ثم قالت :
    لمن ؟
    - ليوسف بن يعقوب .
    كان يوسف قريب لمريم وكانت حنة تعرفه ولكنها صمتت قليلا فقال الرجل :
    يوسف شاب كريم .. وهو من بيت داوود وأنى أزكيــه

    فرفعت حنة رأسها وقالت :
    أحب شىء الى نفسي أن أزوج مريم قبل أن أموت


    ***



    سنُكمل غداً إن شاء الله ~
    يُمكنك الضغط ع رسالة اقدم لٌمتابعة أول الدراسة والكلام فى رحاب السيد المسيح عليه السلام

    ويُمكنك أيضاُ .. تزكى عن علمك بنشره *

    شُكراً لك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق